معجزة سورة الإخلاص العددية
في هذا الفصل نأخذ فكرة عن النظام العجيب الذي نظَّم عليه الله تعالى آيات وكلمات وحروف كتابه، وجاء هذا النظام متوافقاً مع الرقم سبعة، الذي اختاره البارئ سبحانه لحكمة عظيمة هو أعلم بها.
قال الله تعالى : ]أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً[[النساء: 4/82]
هذا البحث .. لمن؟
إن أي بحث قرآني هو بحث يهمُّ المؤمن بالدرجة الأولى، فالمؤمن هو الذي تنفعه الذكرى وهو الذي يتقرب إلى الله تعالى من خلال تدبّر القرآن وكشـف عجائبه التي
لا تنقضي. فالقرآن الكريم هو شفاء للمؤمنين، وعندما يرى المؤمن آية ومعجزة واضحة يزداد إيمانه ويقينه بالله عز وجل.
المؤمن في حالة شوقٍ دائم لرؤية المزيد من عجائب القرآن فهو يحبُّ الله ورسوله، لذلك يتقبَّل كل ما جاء من عند الله تعالى. أما الذي لا يؤمن بهذا القرآن، عسى أن تكون هذه المعجزة وسيلة يرى من خلالها نور الإيمان والهدى.
إن الحجَّة التي آتاها الله لرسله وأنبيائه هي المعجزة لتكون دليلاً على صدق رسالتهم من الله سبحانه وتعالى. واليوم تتجلَّى هذه المعجزة المادية في سورة من القرآن، هذه السورة لا تتجاوز الـ (17) كلمة، ومع ذلك فهي مُعجزة لكل البشر، والبراهين التي يقدمها هذا البحث تؤيد ذلك بلغة يقينية وثابتة هي لغة الرقم سبعة.
إذن المعجزة الرقمية هي أسلوب جديد في كتاب الله يناسب عصرنا هذا. الهدف منه هو زيادة إيمان المؤمن كما قال تعالى: ]وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً[ [المدثر:74/31]. هذه المعجزة هي وسيلة أيضاً لتثبيت المؤمن وزيادة يقينه بكتاب ربه لكي لا يرتاب ولا يشك بشيء من هذه الرسالة الإلهية الخاتمة، كما قال تعالى: ]وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ[ [المدثر:74/31].
ولكن الذي لا يؤمن بهذا القرآن ولا يقيم وزناً لهذه المعجزة ما هو ردّ فعل شخص كهذا؟ يخبرنا البيان الإلهي عن أمثال هؤلاء وردّ فعلهم: ]وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً[ [المدثر:74/31]. هذا هو حال الكافر يبقى على ضلاله حتى يلقى الله تعالى وهو على هذه الحال. لذلك لا ينبغي للمؤمن الحقيقي
أن يقول بأن المعجزة الرقمية لا تعنيني أو لن تؤثر على إيماني أو لن تزيدني إيماناً. بل يجب عليه البحث والتفكر والتدبر في آيات القرآن من جميع جوانبه. هذا القرآن سيكون شفيعاً لك أمام الله عندما يتخلَّى عنك كل الناس! فانظر ماذا قدمت لخدمة كتاب الله وخدمة رسالة الإسلام.
فكرة البحث
في هذا البحث سوف نستخدم المنهج العلمي المادي في عرض الحقائق، وما دامت لغة الأرقام هي وسيلة الإثبات، فإن جميع النتائج الرقمية دقيقة جداً وغير قابلة للنقض
أو الشك.
وفي سورة الإخلاص نحن أمام سبعَ عشرة كلمة، كل كلمة تركبت من عدة أحرف، عدد أحرف هذه السورة هو سبعة وأربعون حرفاً كما رُسمت في كتاب الله تعالى.
رقم سورة الإخلاص في المصحف هو (112)، وعدد آياتها أربع آيات. هذا كل ما لدينا، وسوف ننطلق من هذه المعطيات لنرى كيف رتَّب البارئ عز وجل أحرف وكلمات هذه السورة بشكل مذهل. والمنهج المادي للبحث يقتضي دراسة الأحرف المرسومة في هذه السورة كما نراها ونلمسها، فالحرف المكتوب نعدُّه حرفاً سواء
لُفظ أو لم يُلفظ، والحرف غير المكتوب لا نعده حرفاً سواء لُفظ أو لم يُلفظ. وبهذه الطريقة سوف نثبت أنه لو تغير حرف واحد فقط من أحرف هذه السورة لتعطَّل
النظام الرقمي بالكامل.
في أبحاث الإعجاز الرقمي نتبع طريقة صفّ الأرقام بجانب بعضها حسب تسلسلها في القرآن الكريم. وبهذه الطريقة نحافظ على تسلسل كلمات وآيات القرآن. وهذه الطريقة ظهرت حديثاً في الرياضيات وخصوصاً ما يسمى بالنظام الثنائي الذي تقوم على أساسه التكنولوجيا الرقمية بشكل كامل.
إن وجود هذه الطريقة في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً حيث كانت وقتها الرياضيات بدائية جداً، ليدل على أن القرآن ليس من صنع البشر بل هو كلام الله
عز وجل القائل: ]أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ[ [السجدة:32/3].
مَن لا تقنعهُ لغة الكلمات ...
الله سبحانه وتعالى يتحدى الإنس والجنّ أن يأتوا بسورة واحدة مثل القرآن. وسورة الإخلاص على الرغم من قِصَرها تتحدى البشر جميعاً أن يأتوا بمثلها. ولكن قد
يأتي من لا تقنعه لغة الكلام ليقول: إن باستطاعتي أن أؤلف كلمات تشبه كلمات
هذه السورة أو غيرها! فكيف يمكن مخاطبة شخص كهذا؟
قد يدَّعي آخر أن في قصائد الشعر أو في كلام بلغاء العرب أو حتى في اللغات الأجنبية، كلاماً يشبه هذه السورة، بل قد يقول قائلهم: لديَّ من المقاطع الأدبية ما هو أكثر بلاغة!
لذلك نجد القرآن قد أودع الله فيه لغة دقيقة: إنها لغة القياس ولغة البحث العلمي
بل لغة جميع العلوم الحديثة ـ لغة الأرقام. فعندما نُخرج من سورة الإخلاص النظام الرقمي الدقيق ونضعه بين يدي من لا تقنعه الكلمات ونقول له: هل باستطاعتك أن تأتي بكلمات منظَّمة بهذا الشكل المذهل؟ والجواب المؤكد: ليس باستطاعة البشر ولو اجتمعوا أن يقلِّدوا هذا النظام العجيب والفريد. والسبب في ذلك أن النظام الذي أودعه الله في ثنايا هذه السورة شديد التعقيد إذا أردنا تقليده، وفي الوقت ذاته يمكن رؤيته وفهمه من قبل كل البشر مهما كانت لغتهم أو عقيدتهم.
في كتاب الله عز وجل نحن أمام مقياسين: مقياس لغوي ومقياس رقمي. فلا نجد أي نقص أو خلل أو اختلاف في لغة القرآن وبلاغته من أوله وحتى آخره. وفي الوقت نفسه مهما بحثنا في هذا الكتاب العظيم لا نجد أي اختلاف من الناحية الرقمية، فهو كتاب مُحكم لغوياً ورقمياً.
إن محاولة تقليد القرآن رقمياً سيُخل بالجانب اللغوي، فلا يستطيع أحد مهما حاول
أن يأتي بكلام بليغ ومتوازن وبالوقت نفسه منظَّم من الناحية الرقمية، سيبقى النقص والاختلاف في كلام البشر، وهذا قانون إلهي لن يستطيع أحد تجاوزه، لذلك نجد
البيان القرآني يحدثنا عن ذلك بقول الله تعالى: ]أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً[ [النساء:4/82].
هذا إعجاز الله
آلاف الأبحاث العلمية تصدر يومياً في الدول المتقدمة: علوم الفلك، الذرة، الكمبيوتر، الإلكترونيات، الاتصالات الرقمية، الطب، الهندسة، النبات، البحار، الجيولوجيا ... وعلوم أكثر من أن تُحصى. هذه الأبحاث على كثرتها نجد لها صدى في كتاب الله عز وجل، ولا نجد أي تناقض بين القرآن والعلم الحديث.
فعندما يخبرنا علماء الكون نتيجة تجاربهم وأبحاثهم وقياساتهم أن السماء بناء مُحكم
ولا وجود للفراغ فيه، ويخبروننا بان الكون يتوسع باستمرار منذ أن وُجد،
نجد في كتاب الله حديثاً بليغاً عن ذلك بقوله تعالى: ]وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ[ [الذاريات: 51/47].
وعندما يضع أحد الباحثين نظرية الثقوب السوداء لتصبح فيما بعد حقيقة واقعة، ويكتشف العلماء هذه الثقوب ويرصدونها ويُنتجوا عدداً ضخماً من الأبحاث العلمية حولها، فيعرِّفونها على أنها نجوم ضخمة جداً انكمشت على نفسها بسبب الجاذبية الهائلة فيها، حتى إنها لم تعد تسمح للضوء بأن يُفلت منها، لذلك لا تمكن رؤيتها فهي شديدة الاختفاء، كما أنها تجري بسرعات عالية وتجذب إليها وتكنسُ كل ما تصادفه
في طريقها. هذه النتائج التي استغرقت سنواتٍ طويلة نجد للقرآن بياناً واضحاً عنها،
بل إن الله تعالى يُقسم بها أن القرآن حقٌ فيقول: ]فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ[ [التكوير: 81/15ـ16]. فهي (خُنَّس) لا ترى، وهي (جَوارٍ) تجري بسرعة كبيرة، وهي (كُنَّس) تكنس وتشفط كل ما تجده حولها.
كثير وكثير من الحقائق العلمية والكونية تحدث عنها كتاب الله تعالى، هذه الحقائق لم يكن العلم الحديث ليكتشفها لولا لغة الأرقام والرياضيات، التي استطاع العلماء بواسطتها التعبير عن حجم هذا الكون والمسافات بين أجزائه، ووزن هذه الأجزاء، وقياس عمر الكون، وعمر أجزائه كالأرض والمجرات وغيرها. واليوم تأتي لغة
الأرقام لتُظهر لنا عظمة كلام الله كما أظهرت لنا عظمة خلق الله! فعندما ندرك النظـام المُحكَم لخَلْق الله ندرك أن وراءه منظماً حكيماً، وعندما ندرك النظام المحكم
لكتاب الله ندرك أن الله تعالى هو الذي أنزل هذا القرآن ونظَّم كل شيء فيه بنظام مُحكم وقال عنه: ]كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ[ [هود:11/1].
منذ أكثر من ألف سنة بحث كثير من علماء المسلمين في الجانب الرقمي للقرآن الكريم، فعدُّوا آياته وسوره وأجزاءه وكلماته وحروفه. وغالباً ما كانت الإحصاءات تتعرض لشيء من عدم الدقة بسبب صعوبة البحث. وإذا تتبعنا الكتابات الصادرة حول هذا العلم منذ زمن ابن عربي وحساب الجمَّل وحتى زمن رشاد خليفة ونظريته في الرقم (19)، لوجدنا الكثير من الأخطاء والتأويلات البعيدة عن المنطق العلمي.
وهذا أمر طبيعي فكل علم يتعرض في بدايته للكثير من الأخطاء حتى يأذن الله تعالى لهذا العلم أن توضع له القواعد السليمة. لذلك ومن عظمة إعجاز القرآن أن كل معجزة فيه لها توقيت محدَّد من الله عز وجل. وقد شاءت قدرة الله تعالى أن تنكشف أمامنا معجزة القرآن الرقمية في عصر الأرقام الذي نعيشه اليوم!
إن اكتشاف معجزة رقمية في هذا العصر (الألفية الثالثة) لهو دليل مادي على أن القرآن مناسب لكل زمان ومكان، وأنه يخاطب كل قوم بلغتهم، إذن الإسلام هو دين عالميّ جاء ليخرج البشر جميعاً من الظلمات إلى النور.
وقبل أن نبدأ استعراض الحقائق الرقمية يجب أن يبقى السؤال الآتي أمامنا: ما هو مصدر هذه الأرقام وكيف انضبطت مع الرقم سبعة بهذا الشكل المذهل؟
فكرة عن النظام الرقمي القرآني
إن الله عز وجل الذي نظَّم وأحكم بناء السماوات والأرض والذرة والجبال والبحار وجعل كل شيء في خَلْقه منظَّماً، قد نظَّم كلمات وآيات كتابه بنظام مُحكم، ولغة الأرقام هي خير وسيلة للتعبير عن هذا النظام، والعدد سبعة هو أفضل الأعداد التي اختارها الله تعالى ليبني عليه هذا النظام.
عدد السماوات سبع، وعدد الأراضين سبع، وعدد أيام الأسبوع سبعة، وعدد طبقات الذرة سبع ... والمؤمن ينسجم في عبادته لله تعالى مع هذا النظام الكوني، فيسجد
لله تعالى على سبعة أَعْظُم، ويطوف حول الكعبة سبعة أشواط، ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضاً، أما الذي لا يلتزم بهذا النظام الإلهي ولا يؤمن بخالق السماوات السبع فقد أعد الله له جهنم، وجعل لها سبعة أبواب. يقول تعالى:
]وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ[[الحجر:15/43 ـ44].
لذلك في كتاب الله تعالى كيفما نظرنا وجدناه منظَّماً بنظام يقوم على الرقم سبعة، وهنا نتذكر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف)) [البخاري ومسلم وغيرهما]، هذا الحديث الشريف والثابت يدل على علاقة القرآن بالرقم سبعة، وقد يضيف هذا البحث أبعاداً جديدة لمعنى ((الأحرف السبعة)).
إن النظام الرقمي لأحرف القرآن يعني أن أحرف هذه الكلمات تتناسب مع الرقم سبعة. فأول آية من كتاب الله عز وجل هي: ]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[ [الفاتحة: 1/1]، لنكتب عدد أحرف كل كلمة: كلمة (بسم) عدد حروفها (3)، كلمة (الله) حروفها (4)، (الرحمن) حروفها (6)، (الرحيم) حروفها (6).
إذن نحن أمام أربع كلمات عدد حروف كل كلمة هو: (3ـ4ـ6ـ6)، والمنهج الجديد الذي تقوم عليه أبحاث الإعجاز الرقمي يعتمد على صفّ هذه الأرقام وقراءة العدد الجديد فالعدد الذي يمثل حروف البسملة مصفوفاً هو: (6643) هذا العدد
من مضاعفات الرقم سبعة، فهو يساوي حاصل ضرب سبعة في (949)، يمكن التعبير
عن ذلك كما يلي:
6643= 7 × 949
وهكذا لو سرنا عبر نصوص القرآن لرأينا نظاماً مذهلاً يعجز البشر عن تقليده. وهنالك نظام آخر يعتمد على أحرف لفظ الجلالة (الله) أي الألف واللام والهاء، ونبقى في رحاب أول آية لنرى كيف ترتبط هذه الأحرف مع العدد سبعة. لنُخرج
من كل كلمة من كلمات (بسم الله الرحمن الرحيم) ما تحويه من أحرف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء) لنجد هذه الأرقام:
ـ (بسم)
ليس فيها شيء من لفظ الجلالة
ـ (صفر) = 0 0
ـ (الله)
تحتوي: ألـف لام لام هاء
ـ (أربعة) =4 0
ـ (الرحمن)
تحتوي: ألـف ولام
ـ (اثنان) =2 0
ـ (الرحيم)
تحتوي: ألـف ولام
ـ (اثنان) =2 0
فيكون العدد الذي يمثل لفظ الجلالة في الآية هو (2240) إن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي:
2240= 7 × 320
هذا النظام العجيب ينتشر في نصوص القرآن، ويكفي أن نعلم بأن عدد حروف (الألف واللام والهاء) في سورة الفاتحة التي سماها الله تعالى بالسبع المثاني هو(49) حرفاً بالضبط:
49 = 7 ×7
وهذا توافق عجيب أن نجد عدد حروف لفظ الجلالة (الله) في سورة السبع المثاني يساوي سبعة في سبعة!
ومن الأنظمة المذهلة في كتاب الله نظام (الم)، فهذه الأحرف المميزة جاء توزعها في كتاب الله متناسباً مع العدد سبعة. ونبقى في البسملة لندرك شيئاً من هذا النظام العجيب.
فإذا قمنا بإحصاء أحرف الألف واللام والميم في (بسم الله الرحمن الرحيم) لوجدنا: عدد أحرف الألف (3)، أحرف اللام (4)، أحرف الميم (3)، بصفّ هذه الأرقام نجد عدداً هو (343) هذا العدد يساوي بالتمام والكمال سبعة في سبعة في سبعة، أي:
343 = 7 × 7 × 7
وهنا أيضاً نجد نظاماً متكاملاً لهذه الحروف المميزة في القرآن الكريم. حتى تكرار الكلمات في القرآن نجد أن هنالك نظاماً يعتمد على الرقم سبعة. ونبقى في رحاب هذه الآية العظيمة فأول كلمة فيها هي (بسم) نجدها قد تكررت في القرآن كله (22) مـرة، وآخر كلمة فيها هي (الرحيم) نجدها مكررة في كتاب الله (115) مرة. بصفّ هذين العددين نجد عدداً هو (11522) من مضاعفات الرقم سبعة:
11522 = 7 × 1646
ولو أخذنا أول كلمة في القرآن وآخر كلمة في القرآن نجد أن تكرار هاتين الكلمتين يتناسب مع الرقم سبعة. فأول كلمة في كتاب الله كما رأينا (بسم) مكررة (22) مرة، وآخر كلمة في القرآن هي (الناس) التي تكررت في كل القرآن (241) مرة، بصفّ هذين العددين نجد عدداً جديداً هو (24122) من مضاعفات السبعة:
24122 = 7 × 3446
إن هذا النظام العجيب يشمل أرقام الآيات والسور أيضاً، فلو نظرنا إلى أول سورة
في القرآن نجد أن رقمها (1) وآخر سورة في القرآن رقمها (114)، وعندما نصفّ هذين العددين نجد عدداً هو (1141) من مضاعفات الرقم سبعة:
1141 = 7 × 163
كما أن مجموع أرقام هذا العدد هو سبعة:
1 + 4 + 1 + 1 = 7
عندما نتأمل أول آية في كتاب الله وآخر آية منه نجد أن الأرقام المميزة لكل منهما تتناسب مع العدد سبعة:
1ـ أول آية في القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم)، رقم السورة (1)، رقم الآية (1)، عدد كلماتها (4)، عدد حروفها (19)، عندما نصفّ هذه الأرقام بهذا التسلسل نجد عدداً هو (19411) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
19411 = 7 × 2773
2ـ آخر آية في القرآن: (مِن الجِنَّة والناس)، رقم السورة (114)، رقم الآية (6)، عدد كلماتها (4)، عدد حروفها (13)، من جديد عندما نصفّ هذه الأرقام نجد
العدد (1346114) من مضاعفات الرقم سبعة:
1346114 = 7 × 192302
ويمكن للقارئ الكريم الرجوع إلى أبحاث الإعجاز الرقمي المتعلقة بالنظام الرقمي للرقم سبعة في القرآن الكريم، ليأخذ فكرة أوسع عن إعجاز هذا الرقم في حروف وكلمات وآيات وسور القرآن العظيم.
في هذه الأبحاث سوف يرى القارئ أن كل شيء في كتاب الله تعالى يسير بنظام دقيق ومذهل. فكلمات القرآن الكريم تتكرر في القرآن بنظام. فإذا ما تتبعنا تكرار كلمة
أو عبارة ما من القرآن نجد أن أرقام السور التي وردت فيها هذه الكلمة أو العبارة تشكل عدداً من مضاعفات الرقم سبعة! ينطبق هذا النظام العجيب على أرقام السور. فإذا ما أخذنا أرقام السور التي تكررت فيها كلمة أو عبارة ما فإن هذا الأرقام ستشكل عدداً من مضاعفات السبعة، وحجم النتائج الرقمية المتعلقة بهذا النظام تُعدُّ بالآلاف!!
القصة القرآنية لها أسرار عجيبة أيضاً. فكثير من قصص القرآن تكررت في مواضع متعددة من آيات وسور القرآن، وقد كشفت لنا لغة الأرقام بعض أسرار هذا التكرار بحيث أننا عندما نأخذ أرقام الآيات التي تكررت فيها قصة ما نجد عدداً من مضاعفات السبعة وينطبق هذا على أرقام السور.
وفي كتاب الله جل جلاله كلمات لم تتكرر إلا مرة واحدة، وهذه لها نظام عجيب أيضاً. ويكفي أن نعلم بأن القرآن يحتوي على أكثر من ألف كلمة لم تتكرر إلا مرة واحدة وجاءت أرقام الآيات مع أرقام السور من مضاعفات السبعة وذلك لجميع
هذه الكلمات!!!
ومن عجائب القرآن أنك تجد كل حرفٍ يتكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة، وتتجلى عظمة هذا النظام في الحروف المميزة التي في أوائل السور مثل (الم). فإذا ما درسنا تكرار هذه الحروف (الألف واللام والميم) في السورة رأينا أعداداً من مضاعفات السبعة، وإذا ما درسنا تكرار هذه الحروف في الآيات تشكلت لدينا أعدادٌ
من مضاعفات السبعة، وإذا ما درسنا تكرار هذه الحروف في الكلمات تشكلت لدينا أعداد من مضاعفات الرقم سبعة. وهذا ينطبق على جميع الحروف المميزة وعددها أربعة عشر حرفاً.
كما أن هنالك آيات تكررت بحرفيتها في مواضع متعددة في القرآن، والعجيب أن هذا التكرار جاء متوافقاً مع الرقم سبعة. وهكذا حقائق وحقائق لا تنتهي عن كتاب الله سبحانه وتعالى، وكأننا أمام بحرٍ زاخر بالإعجازات الرقمية التي لا تنفد، يقول تعالى: ]قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً[ [الكهف:18/109]