منتدي البروف التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي البروف التعليمي

منتدي البروف التعليمي :: هدفنا التفوق علي الاجانب في التعليم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مواقع صديقة
ads

ads by AdXpansion
ads3
ads2
ads4
adsense

 

 كيف يكون ابننا عفيف اللسان؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الاستاذ
Admin



عدد المساهمات : 214
تاريخ التسجيل : 15/12/2011

كيف يكون ابننا عفيف اللسان؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف يكون ابننا عفيف اللسان؟   كيف يكون ابننا عفيف اللسان؟ Calend10السبت يناير 07, 2012 2:48 am

كيف يكون ابننا عفيف اللسان؟


"من شبَّ على شيءٍ شاب عليه"، حكمة قديمة جديدة، تُعنى بتربية الأطفال؛ مؤداها أنه كلما غرس الآباء آدابًا في نفوس أبنائهم طرحت قيمًا وعادات طيبة، وهذه بعض الوصايا التي تساعد على أن يكون أبناؤنا على درب أبناء الصحابة الكرام:
1- عامل الطفل كما تحب أن تعامَل، وخاطبه باللغة التي تحب أن تخاطَب بها.
2- تأكد أن اللفظ الذي قاله "فعلاً" غير لائق، حتى لا تنجم عن ردة فعلك سلوكيات شاذة وألفاظ أشدّ، فمثلاً لو نطق بكلامٍ وهو يصيح أو يبكي، أو يعبر عن رفضه ومعارضته كقوله: "لا أريد"، "لماذا تمنعونني"، هذه كلها كلمات تعبر عن "رأي" وليس تلفظًا غير لائق.
3- راقب اللغة المتداوَلة في محيطه الواسع.
إذا تلفظ بلفظ غير لائق:
1- تظاهر بعدم المبالاة حتى لا تعطي للكلمة سلطة وأهمية فتجعلها سلاحًا يشهره متى أراد.
2- امدح الكلام الجميل.
3- علِّمه الأسلوب اللائق في الرد.
4- حوّل اللفظ بتعديل بسيط بإضافة حرف أو حذفه، أو تغيير حرف، أو تصحيح اللفظ لدي الطفل موهمًا إياه بأنه أخطأ.
تجنب!
1- الرد بعنف وغضب.
2- تعليمه كلامًا غير لائق في الصغر.
3- قبول اللفظ أحيانًا ورفضه أحيانًا أخرى.
فإذا التزم الوالدان والمربون بهذه الإرشادات وتلك التوجيهات التربوية استطاعوا- بعون الله- أن يقدموا للأمة جيلاً بل أجيالاً صالحة.. هادية، لا تتلفظ بالألفاظ النابية، ولا تتحدث بأحاديث السوء، ولا تخوض بألسنتها فيما لا يجوز الخوض فيه، وعندئذ ستقوى الأمة بشبابها وأبنائها الذين تربوا على الفضيلة، وشربوا من معين القرآن، وتخلقوا بأخلاق سيد الأنام- سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- الذي كان خلقه القرآن، كان قرءانًا يمشي على الأرض، فهيا يا أبناء الإسلام، كونوا أهلاً للقرآن، ومن العاملين به.

معاملة النبي- صلى الله عليه وسلم- للأطفال

في حياة النبي- صلى الله عليه وسلم- نماذج كثيرة، ومواقف تعليمية تحتاج إلى وقفات طويلة؛ لنستخرج فوائدها، ونقطف ثمارها، ونقتدي بها في حياتنا العملية، والتعامل بها مع نشء اليوم ورجال الغد، ونصف الحاضر وكل المستقبل، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ﴾ (الأحزاب:21)، ومن المواقف التربوية من سيرته العطرة -صلى الله عليه وسلم- مع الصغار ما يلي:
• احترام وتقدير ذات الطفل:
وهذه من أهم الأمور التي يحتاج إليها الطفل دائمًا، ويغفُل عنها الآباء غالبًا، فقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يُشعِر الناشئة بمكانتهم وتقدير ذاتهم، فيروي أبو سعيد الخدري- رضي الله عنه- أن سعد بن مالك- رضي الله عنه- ممن استُصغِر يوم أُحد، فيقول- رضي الله عنه- إن الرسول صلى الله عليه وسلم نظر إليه، وقال: سعد بن مالك؟ قال: نعم، بأبي أنت وأمي!! قال: فدنوت منه فقبّلت ركبته، فقال: "آجرك الله في أبيك"، وكان قد قُتل يومئذٍ شهيدًا، فقد عزّاه الرسول- صلى الله عليه وسلم- تعزية الكبار، وواساه في مصيبته بعد ميدان المعركة مباشرةً.
فما أحوجنا جميعًا إلى احترام عقول الأطفال، وعدم تسفيهِها، وتقدير ذاتهم واحترام مشاعرهم، وهذا يجعل الطفل ينمو نموًا عقليًا واجتماعيًا سليمًا إن شاء الله.
• تعويد الطفل على تحمل المسئولية:
وهذه ضرورة لا بد من تعويد الأطفال عليها، ونحن في أوقات فرضت الاتِّكالية والاعتماد على الكبار والصغار، سواءً بسواء، فالمربِّي الواعي يساعد الناشئ على تنمية مفهوم إيجابي عن نفسه، يُعينه مستقبلاً على تحمل المسئولية، فقد اهتم الرسول- صلى الله عليه وسلم- في بناء شخصية الناشئين من حوله، روى مسلم عن سعد الساعدي- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أُتي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره شيوخ، فقال للغلام: "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء"؟ فقال الغلام: لا والله، لا أوثر بنصيبي منك أحدًا"، وهكذا يعتاد الطفل على الجرأة الأدبية، فينشأ وفيه قوة رأي ورجاحة عقل، بعيدًا عن روح الانهزامية والسلبية، وهذا يتنافى مع الحياء الذي فرضه الإسلام.
• حاجة الطفل إلى الإحساس بالعدل في التربية:
وذلك من أهم عوامل الاستقرار النفسي، فلا يلهب الآباء الغيرة بين الأبناء، ولا يثيرون التنافس فيما بينهم بتفضيل بعضهم على بعض، وقد تكون من وجهة نظر الآباء يسيرة وبسيطة، كالقبلة أو الابتسامة أو الاهتمام الزائد بتلبية حاجة واحد على الآخر، وتلبية رغباته في المأكل أو المشرب أو الملبس.
فعن النعمان بن بشير أن أمه- بنت رواحة- سألت أباه بعض الموهبة من ماله لابنها، فالْتوى بها سنة ثم بدا له، فقالت: لا أرضى حتى تُشهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدَي- وأنا يومئذ غلام- فأتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إن أمَّ هذا (بنت رواحة) أعجبها أن أُشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "يا بشير، ألك ولدٌ سِوى هذا"؟ قال: نعم. فقال: "أكلُّهم وهبْتَ له مثل هذا"؟ قال: لا. قال: "فلا تُشهِدُني إذًا، فإني لا أشهد على جور"، وفي رواية قال: "ألا يَسرُّك أن يكونوا إليك في البر سواءً"؟ قال: بلى. قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "فلا إذًا" (رواه مسلم).
• حاجة الطفل للحنان والملاطفة:
وهذه حاجة ضرورية للطفل وطبيعته، ما دام ذلك في الحدود الشرعية، فلا يجب أن تُسرف فيها؛ حتى لا يتعوَّد الطفل على التدليل، ولا تقتّر فيها؛ فيحرم الطفل من أهم حاجياته الطبيعية، فيكون معقدًا أو يتولّد عنده الانطواء والخجل.
ومما رواه البخاري عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي- صلى الله عليه وسلم-، وكان لي صواحب يلعبْن معي، فكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل يتقمَّعنَ منه، فيسرِّبهُن إليّ، فيلعبْن معي، وهكذا لا تُحرم الناشئة من الحنان الطبيعي، والمَرِح الذي يجدد النشاط، على أن يكون ذلك مُتوازيًا، يحفظ لهم شخصياتهم وتماسكهم الوجداني.
• أنت أفضل معلم لطفلك:
وليكن واقعك للتقدم هو مرضاة الله، وليس لأن يكون ابنك أفضل من فلان، وعوِّده دائمًا على التشجيع، ولا تتوقع منه الكمال، واعلم أن كثرة الكلام- أحيانًا- لا تُؤتي أُكُلها، في حين تجد أن الموعظة الحسنة والقدوة الطيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وهذا ما أدركه الصحابة من فعل النبي- صلى الله عليه وسلم- فيروي أحد الصحابة أن وائل بن مسعود- رضي الله عنه- "يذكرنا كل خميس مرة"، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوَدِدت أن ذكَّرتنا كلَّ يوم، فقال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أمِلَّكم، وإني أتخوَّلكم بالموعظة، كما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتعهدنا بها؛ مخافة السآمة علينا" (متفق عليه).
• وأخيرًا.. أهديك هذه النصيحة:
غضب معاوية- رضي الله عنه- على ابنه "يزيد" فهجره، فقال له "الأحنف": "يا أمير المؤمنين، أولادنا ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماءٌ ظليلة، وأرضٌ ذليلة، فإن غضِبوا فأرضهم، وإن سألوا فأعطِهم، ولا تكن عليهم قَفلاً؛ فيملّوا حياتك ويتمنّوا موتك".
هذا، أيها الأحباب، جزءٌ من كلّ مما كان يفعله النبي- صلى الله عليه وسلم- مع الناشئة، فحريٌّ بنا أن نقتدي به- صلى الله عليه وسلم- في تربية أبنائنا.

التفرقة بين الأولاد بداية الانحراف


حثَّ الإسلام على العدل في معاملة الأولاد وعدم التفرقة بينهم، يتضح ذلك من خلال أحاديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، حيث يقول: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم" (رواه البخاري ومسلم)، ويجعل الرسول- صلى الله عليه وسلم- عدم المفاضلة بين الأولاد سببًا من أسباب دخول الجنة، حيث يقول فيما رواه ابن عباس عنه: "من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة" رواه أبو داود.
لكن التنشئة الأسرية في المجتمع الإسلامي في عصور التخلف تقود إلى التمييز بين الذكور والإناث وتؤسس له، ونادرًا ما بُحث في الأسباب الرئيسية للتمييز بين الجنسين، وإذا ما حدث ذلك فسرعان ما يتم جعل الاختلاف البيولوجي والفيسيولوجي بينهما هو العامل الرئيسي المنتج لعدم المساواة، وللتمييز- اجتماعيًا- بين الذكور والإناث، وما يترتب على ذلك من فروقات تكرَّست عبر الزمن، وأشكال هذا التمييز بين الجنسين عديدة، ومنها عدم المساواة في تحمل المسؤوليات المنزلية.
تيمنًا بالحياة الفاضلة التي عاشها الرسول الكريم إذ ابتدأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بنفسه بحسن معاملته للنساء وبخاصة أهل بيته، قال- صلى الله عليه وسلم-: "استوصوا بالنساء خيرًا"، وبالتأكيد المساواة بين الإخوة، مسؤولية تقع على عاتق الأهل بالدرجة الأولى، وواقع الأمور يشير إلى أن الأهل يتعرضون إلى ضغوط عدة، لاسيما أننا أصبحنا في عصر لم تعد الأسرة وحدها المسؤولة عن تربية النشء، وأن قيمًا دخيلة أخذت طريقها إلى حياتنا، في عصر الاتصالات الواسع الطيف، الذي قد يُغري ولا يفيد، وهو بشكل أو بآخر يُساهم بإعطاء صورة مغلوطة عن طريقة الحياة المُثلى، وظهرت أنماط جديدة من التفكير بعيدة عن حياتنا الإسلامية، ضاعفت مسؤولية رقابة الأهل، ووضعتهم أمام تحديات جديدة تبحث في كل حين عن موازين دقيقة للتعامل مع كلا الجنسين.
وللأسف بعض الشعوب بدأت توجه للفتاة عبارات طنانة، مظهرها السير نحو الحرية، لكنها ليست كذلك. بل هي إعادة الرق للفتاة، إذ جعلتها رقيقة من الداخل وليس من الخارج، وهذا أسوأ أنواع الرقّ، إذ نرى الآن غالب الفتيات تابعات لأزياء وسلوكيات خاصة، وهذا ليس من أصالة هويتنا، وكأن هناك شيئًا مرسومًا للفتاة وهي متجهة نحوه، مثل الفراشة التي تسعَى إلى النور، ولكن الواقع أنه طريق امتهان لها، وطريق سلب حرية المرأة، وكذلك بالنسبة للشاب أيضًا هنالك مظاهر خداعة، تجعلهم في ضلال مبين، وهذا جعل مقاييس كلا الجنسين من الأبناء مختلفة عن مقاييس أهلهم، ما عمق الصراع بين الطرفين إذ نرى الفتاة تسعى وراء الأزياء والأهل يحاربون رغبتها، وكذلك الشبان قد يعجبون بمظاهر الموضة وفي قصة الشعر، ويهتمون بالمظهر بعيدًا عن جوهر الأمور، وهنا تظهر المشكلة للمربيات وللمسؤولات عن الحفاظ على سلامة حياة الأبناء من الغثّ الذي يحيط بهم، عن ماذا نمنعهم؟ وماذا نمنح لهم؟ وكيف نعدل بين الولد والفتاة؟
كيف تكون المساواة؟
يحث الإسلام على المساواة الإنسانية بين الجنسين، إذ خلق الله الرجل والمرأة وجعلهما على قدم المساواة، لا فضل لأحدهما على الآخر إلا بالتقوى. ونرى ذلك في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾. (من سورة النساء الآية: 1) وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إنما النساء شقائق الرجال "رواه أحمد وأبو داود.
كما جاء الإسلام بالمساواة في الواجبات الدينية، وفي الثواب والعقاب، إذ جاء الإسلام للرجل والمرأة معًا، وبالتساوي، فالمرأة متساوية مع الرجل في العبادة وفي حمل رسالة الله تعالى وفي تحقيق المتطلبات الدينية، وفي الثواب والعقاب وتطبيق حدود الله، وجاء ذلك في آيات عديدة ومنها قوله الله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ﴾. (سورة التوبة الآية: 71) وكذلك في قوله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ﴾. (سورة آ ل عمران: الآية 195) وفي الآية الكريمة: ﴿وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾ (سورة النساء الآية: 124)
كما حث الإسلام على المساواة في حق التعليم، وحث كل مسلم ومسلمة على طلب العلم، وتوسيع آفاق معرفته، حيث جاء في قوله تعالى: ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (الزمر:9) إن للعلم مكانة رفيعة في الإسلام، كما حث الإسلام كل مسلم ومسلمة على طلب العلم، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (رواه البخاري) ولفظ مسلم هنا تعني الذكر والأنثى.
كما أمر الإسلام بالمساواة في الأمور المعاشية، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أوصيكم بالنساء فإنهن عندكم عوان" (أي أسيرات) وقال- صلى الله عليه وسلم-: "من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن، كنَّ له سترًا من النار".
ويؤكد العلماء أنه يجب على الوالدين العدل بين الأولاد في الرعاية والمحبة والاهتمام والهدايا، وأن لا يخصّ الوالدان أحد الأولاد بالعاطفة أو الهدية أو التقبيل ماديًا ومعنويًا، بل يجب المساواة حتى في القبلات على وجنات الصغار، روى النعمان بن بشير- رضي الله تعالى عنه- أن أباه أعطاه عطية، ولم يعط بقية إخوانه وأراد أن يشهد على تصرفه رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فسأله رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: هل أعطيت أولادك مثل هذا؟ قال: لا، فقال عليه الصلاة والسلام: "فاتقوا الله واعدلوا في أولادكم" وفي رواية أخرى قال: لاتشهدني على جور، وإن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم". (رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد) فأراد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يعلم الصحابة والمسلمين جميعًا مبدأ تربويًا عظيمًا يترك أعظم الآثار على نفسية الأولاد.
أما تفضيل أحد الأولاد، وتخصيصه بمال أو ميراث أو عطية أو رعاية فإنه من أمراض الجاهلية التي عادت أدراجها إلى المسلمين لتفتت في العضد، وتمزق الشمل، وتقطع الأرحام، وتخلق الحقد والبغضاء والضغينة والعداوة بين أفراد الأسرة الواحدة.
إن التمييز بين الأولاد وتفضيل بعضهم على بعض يؤثر على نفسية الأولاد ويزرع فيهم العقد النفسية ويورث عندهم فساد الأخلاق ويضعهم أمام الانحراف وجهًا لوجه.

هدي النبوة في عقوبة الطفل

ورد أن الحسن والحسين غابا عن أمهما ساعةً، فشغفت وحنت وخافت عليهما، وبدأ البحث عنهما، ثم وجدهما النبي- صلى الله عليه وسلم-، فما كان منه إلا أن احتضنهما قائلاً: "حبيباي.. حبيباي" فلم يعنف ولم يضرب، بل أظهر الود والحنان كعادته- صلى الله عليه وسلم-، وصدق تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء:107).
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "كخ .. كخ .. ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة" أخرجه البخاري ومسلم، وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مرَّ بغلام يسلخ شاةً ما يحسن، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "تنح حتى أريك فأدخل يده بين الجلد والعظم.." أخرجه أبو داوود، فبدأ النبي- صلى الله عليه وسلم- في تعليمه أولاً ولم يعنفه.
فإذا أصرَّ الطفل على ارتكاب الخطأ فلا حرج في فتل أذنه (أي شدها)، عن عبد الله بن يسر المازني رضي الله عنه قال: "بعثتني أمي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بقِطْْْْْف من عنب، فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئتُ أخذ بأذني وقال: يا غُدر (أي يا غادر)".
ولا بأس بإظهار السوط ونحوه هيبةً وزجرًا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم-: "أمر بتعليق السوط في البيت"، ويجوز ضرب الصبي للتأديب والتهذيب دون إتلاف إذا لم يرتدع.
ومن شروط الضرب الواردة في السنة:
• أن يكون ابتداء الضرب في سن العاشرة.
• أقصى الضربات عشر، لا يضرب الوجه أو الرأس أو الفرج.
• أن يكون مفرقًا معتدلاً لا يحدث عاهةً ولا يكسر عضوًا.
• يحذر الغضب الذي يخرجه عن حد الاعتدال.
• يتجنب السب والشتم البذيء.
• إذا ذكر الطفل ربه، يرفع يده عنه لما رواه الترمذي عن أبى سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فارفعوا أيديكم" أخرجه الترمذي، وكذلك الأمر بالنسبة للصبي.
• لا يصح التحريق بالنار لورود النهي عنه

وصايا ذهبية للتعامل مع الطفل

كثيرون من الآباء لا يُحسنون التعامل مع أطفالهم، والنتيجة عقوق الأبناء، والسبب عدم وضوح الرؤية لدى الآباء في التعامل مع أولادهم، والجَهل بطرق تربيتهم.. "محمد سعيد مرسي" في كتابه (فن التعامل مع الآخرين) يقدم للآباء هذه الوصايا:
- عندما يُخطئ ابنك وجِّهْهُ برفق لا بروح الشماتة.
- عند المشاجرة بين الأطفال إما أن تتدخل بالتوجيه بلا غضب أو لا تتدخل.
- احذر إهمال طفلك بسبب مولود جديد.
- لا تفرق بين أبنائك في المعاملة، خاصةً في الماديات، ولا تميِّز طفلاً أمام الآخرين إلا بغرض الإثابة والتحفيز.
- لا تكبت الطفل عندما يسأل، وإن أكثر من السؤال.
- أشعِر طفلك بالحرية، ولا تكن متسلطًا تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياته.
- لا تحقِّر من ابنك ولا من أفكاره وعاداته.
- الحماية الزائدة بالتدليل تولد الأنانية وضعف الشخصية، والحماية الزائدة بالتسلط تولد الخوف، وعدم الثقة بالنفس، والتردد والقلق، والخجل.. والإهمال يولد تحقير النفس والانطوائية، والتذبذب وكره الآخرين.
- إن صادف الطفل ما يخيفه فلا تساعده على نسيانه؛ فالنسيان يدفن المخاوف في النفس، ثم لا تلبث أن تصبح مصدرًا للقلق والاضطراب النفسي، ولكن يجب التفاهم مع الطفل، وتوضيح الأمور له بما يناسب سنه وعقله.
- من الضروري في معاملة الطفل: التصابي له، واللعب معه، وهو هدي المصطفى- صلى الله عليه وسلم- مع الصغار: الحسن والحسين وأسامة بن زيد وعائشة، ولا تستعظم ذلك فهو يقرب الطفل منك ويعودك على التواضع والرحمة.
- مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال.
- تعامَل مع ابنك مهما كانت قدراته على أنه طفل.
- خاطب ابنك على قدر عقله، واشترك معه في حل مشكلاته.
- انصح طفلك بغير تطويل، لا توبِّخْه أو توجِّهْه أمام أحد أبدًا.
- الطفل المشاكس اجتماعي وطبيعي، وأشدُّ ذكاءً من الطفل المنطوي الهادئ، فاحرص على تقويمه وتهذيبه، ولا تيأَس منه سريعًا.
- لا تُلَبِّ رغبات طفلك عندما ينفعل بالبكاء أو الرفس مثلاً؛ لكيلا يتعوَّد على ذلك.
- لا تَعِد ابنَك بجائزة ثم لا تعطيها له.
- وزِّع نظراتك على أولادك وأنت تحدثهم.
- لا تختلف مع زميلك أو زوجتك أمام أبنائك.
- لا تقاطع ابنك وهو يتحدث.
- شاور ابنك وعلِّمه الشورى وعدم الدكتاتورية.
- تصويب الألفاظ التي ينطقها الطفل معكوسة أو غير صحيحة أولاً بأول.
- التبول اللا إرادي قد يكون سببه ضعف المثانة؛ نتيجةَ ضعف التغذية، وقد يكون سببه الخوف أو الغِيرة، أو التدليل الزائد، أو القسْوة الزائدة، أو وجود عاهَة، أو شدَّة الحساسية، وعدم الثقة بالنفس وغيرها، فالحذَرَ كلَّ الحذَرِ من عقاب الطفل أو تعييره بسبب ذلك.
- لا تخوِّف ابنَك من الظلام أو العفاريت أو الذبح بالسكين أو الشرطي أو الحيوانات المفترسة.
- الطفل ينظر إليك ويحاول تقليدك في مشيتك، ووقفتك، وكلامك، وطريقة حديثك، فاخترْ لنفسك صورةً حسنةً تراها أمامك، وإلا فلا تلومنَّ إلا نفسَك.
- اعترف بخطئك واعتذر عندما تخطئ أمام طفلك وإن كان الخطأ بسيطًا.
- ضبط ردِّ الفعل مهمٌّ جدًّا عند التعامل مع الأطفال، ولاسيما عند المفاجأة بموقف أو سؤال غير متوقع.
- القصة والنشيد مع الهدية والابتسامة، والتصابِي للطفل أسرعُ طريقٍ لقلبِه.
- التزِم بقاعدة "عمر بن الخطاب"- رضي الله عنه- مع أطفالك: "شدةٌ في غير عنف ولينٌ في غير ضَعف".
- امسح على رأس الطفل اليتيم، وتقرَّب إليه بلا جَرحٍ لمشاعره.
- أشعِر ابنَك بأنه متميز عندك، وله مكانةٌ في قلبك، ونادِهِ بأحب الأسماء إليه.
- الطفل يحب التشجيع فأكثِر من قول: شكرًا- جزاك الله خيرًا- أحسنت.. إلخ.
- التشويق والإثارة أثناء الحديث معه.
- شجِّع ابنَك عندما يسأل وعندما يجيب.
- العقاب لا ينبغي أن يترك أثرًا نفسيًا أو بدنيًا، فلا عقابَ بالسُّخرية أو الفضيحة، ولا عقابَ بالحرق بالنار، أو الشكِّ بالدبُّوس، أو استعمال آلةٍ حادةٍ أو خرطومٍ أو عصا غليظة.
- قل لابنك: لو سمحت أعطني كذا.. من فضلك لا تفعل كذا؛ حتى وأنت غضبان.
- قبِّل ابنَك، وفي حادثة "الأقرع بن جابس" قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "من لا يَرحَم لا يُرحَم".






ضرب الأبناء بين التعذيب والتهذيب


بعض الآباء للأسف لا يفقه من تربية الأبناء إلا اسم كلمة تربية، بل إن بعضهم قد لايدري أن هناك شيئًا يُقال له تربية على الإطلاق، والتربية لها أصولها ولها غاياتها وأهدافها ولها فوائدها متى وُفِق الأب والأم في تقديم تربية نموذجية لأبنائهما، وقد وضع الإسلام نظامًا متكاملاً لتنشئة وتربية الأبناء بما يكفي بتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم، فهو فهم رشيد ينبع من حرص الإسلام على العلاقات الأسرية وأهمية الفرد المسلم في المجتمع، وقد وضع الإسلام قاعدةً أساسية لتربية الأطفال إذْ حدد أولَّ حياة الولد تكون في اللعب، وبعدها يكون التعليم والتهذيب، ثم المصاحبة ثم تركهم ...
أولاً اللعب: وهي مرحلة تأسيسه قبل البلوغ حيث منع عنهم الضرب أو الزجر حتى يأخذ الطفل حقه في التنزه واللعب واللهو، ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلاعب سيدنا "الحسين والحسن"، إذ يعتلي ظهره كلما سجد، ويقول الرسول الكريم:"نعم الجمل جملكما" بل إنه -صلى الله عليه وسلم- كان يُطِيل السجود حتى لا يؤذي مشاعرهما، وذلك ليعلِّمَ الأب الرحمة بأطفاله، ويؤكد أنّ تِلك المرحلة هي مرحلة لعبهم ولهوهم.
ثانيًا مرحلة التعليم: ويكون الطفل فيها أكثر استجابة للفهم والوعي، فأكثر العلماء المسلمين حصلوا وحفظوا القرآن في هذه المرحلة وهي بعد العاشرة، وبعدها تأتي مرحلة المصاحبة وتكون في سن الخامسة عشر حيث البلوغ والنضج والرشد، ويجب على الأب استعمال أسلوب آخر إذ يأخذ منه موقف الصديق والخليل وليس موقف الند.
وأخيرًا: تأتي مرحلة التحرر وترك الباب له، معتمدين على أنفسهم ولا يُخشى عليه؛ لأنّ الأب أعطى لكل مرحلة حقها، وأي مرحلة لم يأخذ فيها حقه تنعكس عليه بقية المراحل العمرية المختلفة، فالرجل الذي لم يلعب وهو صغير تنعكس عليه في شيخوخته، ومن هنا كان الإسلام حريصًا على بناء الشخصية الإسلامية شخصية متزنة ليس فيها ضرب ولا كسر ولا إجبار، وقد قال أحد الصالحين "إن الضرب على ظهر اليد يجعل الطفل لا يتعلم حرفة أبدًا تقيه من الفقر، لذلك لا يجب ضرب الطفل على ظهر يده أو وجهه".
التدرج في الزجر والتأديب ...
فإذا لم يصلح الطفل التصحيح الفكري أو العملي وأصرّ على ارتكاب الخطأ؛ كان التأديب حتمًا لازمًا عليه، ويتبع معه العقوبات بالخطوات التالية:
أ. خوف الأطفال من العصا:
كثير من الأطفال يردعهم رؤية العصا، وأداة العقوبة فبمجرد إظهارها لهم يسارعون إلى التصحيح، ويتسابقون في الالتزام، وتتقوم أخلاقهم وسلوكهم، فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بتعليق السوط في البيت.
ب. شدّ الأذن:
وهي أول عقوبة جسدية للطفل إذ بهذه المرحلة يتعرف على ألم المخالفة، وعذاب الفعل الشنيع الذي ارتكبه، واستحق عليه شدِّ الأذن، عن "عبد الله بن يسار المازني" الصحابي -رضي الله عنه- قال: بعثتني أمي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقطفٍ من عنب فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئت أخذ بأذني وقال: "ياغدر".
قواعد ضرب الأبناء:
وإذا لم تُجد مشاهدة العصا، ولم يُجِدِ شدِّ الأذُن مع الطفل، ومازال مُصرًا على المشاكسة والعناد، كانت المرحلة الثالثة هذه كفيلة بكسر العِناد، ولكنْ هل الضرب يمشي هكذا بلا ضوابط، لا .. بل الضرب له ضابط من الوالدين والمربين له.
ابتداء الضرب من سن العاشرة:
انطلاقًا من الحديث "مروا صبيانكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر" ومع أن التقصير في عمود الدين وركنه الأساسي الذي يحاسب عليه المرء يوم القيامة أولا ً بعد العقيدة، إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأذن بضرب الطفل على التقصير به قبل سنِّ العاشرة، فمِنَ الأولى في باقي الأمور الحياتية والسلوكية والتربوية التي لا تساوي مكانة الصلاة أهميةً ومنزلة عند الله تعالى ألاّ يُضرب عليها الطفل، لذلك على المربي أن يتبع قبل العاشرة المراحل السابقة بكل دقة وأناة وصبر وحلم على الطفل، وفي هذا لفْتة نبوية تربوية رائعة في تقرير سنّ الضرب، خاصة أنّ الطفل في مرحلة نموه الجسدي والعقلي إذا تعرض لكثرة الضرب قد تؤذي أحد أعضائه، وأحيانًا قد تؤدي إلى إيذاء نفسي وفكري، أي يمكن القول أن الضرب للتأديب كالملح للطعام، فكما أن الملح يوضع بشكل قليل فيغير من طعم الطعام ويحسنه، فكذلك الضرب القليل المفيد المثمر هو المطلوب في العملية التربوية؛ لأنّ الهدف هو أن الضرب ضرورة تربوية، وليست انتقامية أو تفريغ شحنة غضب الوالدين أو المربين، ولا ننسى أن كثرة الضرب واستخدامه تقلل من هيبته وتفقده مفعولة، بالإضافة لما يولده من آثار سلبية في النمو النفسي والفكري للطفل.
* أقصى الضربات عشر:
إن أقصى عدد الضربات لا يتجاوز في أي حال من الأحوال في العملية التربوية عن عشر ضربات؛ وذلك لما أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله".
مواصفات طريقة الضرب:
وكذلك يجب أن يكون الضرب بين الضربين، وقد كان عمر رضي الله تعالى عنه يقول للضارب: "لا ترفع إبطك" أي لا تضرب بكل قوة يدك، والفقهاء متفقون على أن الضرب لاينبغي أن يكون مبرحًًا أي موجعًا، ولخص الشيخ الفقيه (شمس الدين الأنباري) طريقة ضرب وتأديب الطفل (في كتابه رسالة رياضة الصبيان) فقال في كيفية الضرب:
1- أن يكون مفرقًا لا مجموعًا في محل واحد.
2- أن يكون بين الضربتين زمن يخف فيه ألم الضربة الأولى.
3-ألا يرفع الضارب ذراعه لنقل السوط لأعضده حتى يرى بياض إبطه، فلا يرفعه لئلا يعظم ألمه.
إن هذه الضوابط من أجل أن يؤتي الضرب ثماره التربوية في التأديب والتهذيب، فيتقدم الطفل نحو الأحسن لا الأسوأ، ونحو الأعلى لا الأسفل، ونحو الكمال لا النقصان، ونحو القمة الأخلاقية والسلوكية لا الحضيض.
4-لا ضرب مع الغضب والسب ومع ذكر الطفل لله تعالى:
لا بد أن يبتعد الضرب عن مصاحبته ببذاءة اللسان في السب والشتم وتقبيح الطفل، ولهذا أوصى "القابسي" في رسالته بالابتعاد عن ذلك فقال: عندما يكثر خطأ الطفل ولم يغن فيه العزل والتقريع بالكلام الذي فيه القواعد من غير شتم ولا سب لعرض، كقول من لا يعرف لأطفال المؤمنين حقًا فيقول: (يا مسخ يا قرد)!
ارفع يدك عن الضرب إذا ذكر الطفل الله تعالى وأنت تضرب طفلك وتؤدبه وهو يتألم، فإذا استجار بالله تعالى فيدعوك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تكف عن الضرب وترفع يدك وتترك الطفل، وفي هذا لفته رائعة؛ فإن الطفل وصل إلى قناعة بخطأه وسيصلحه، أو وصل إلى مرحلة الألم التي لم يعد يتحملها، أو وصل إلى مرحلة الانهيار النفسي، أو الخوف الشديد، وإن الاستمرار في الضرب وحالة الطفل هذه، تعد جريمة في صورة تربية الطفل، وهو دليل على حب الانتقام والتشفي من هذا الطفل المسكين، الذي وقع في ظلم وأحضان الوالد الظالم.
روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فارفعوا أيديكم".
وقد يقول قائل: إن الطفل إذا علم بهذا قد يتخذها وسيلة للتخلص من الضرب ويعاود فعله، فالجواب على ذلك: الاقتداء بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما فيه من تعظيم الله عزوجل في نفس الطفل، وهو كذلك علاج للضارب من أن حالته الغضبية كبيرة جدًا مما يستدعي من الطفل ذكر الله تعالى، والاستعانة به.
أبناؤنا بين التدليل والقسوة والحماية

أولا: الإفراط في التدليل:
ينسى المربي نفسه- أحيانًا- من فرط حبه لابنه، فيدلله دلالاً يفقده شخصيته.
والتدليل يعني تلبية كافة طالبات الابن مهما كانت صعوبتها في أي وقت كان.
لذلك فإن الإفراط في التدليل يعني:
1- إضعاف جانب تحمل المسئولية في الابن؛ لأن جميع طلباته مجابة.
2- تمكن مشاعر: الغرور" و"التكبر" لدى الابن، وتكراره لعبارة (أبي لا يرفض لي طلبًا)، (أمي لا تقول لي "لا" أبدًا).
3- تمرد الابن على سلطة والديه وعدم احترامه لوالديه.
4- تحول الابن المدلل إلى شخص غير قادر على التكيف الاجتماعي؛ لأنه دائمًا يتوقع من أصحابه وأقرانه أن يستجيبوا لغروره وطلباته لذلك نراه دائمًا وحيدًا بدون أصدقائه.
ثانيًا: الإفراط في القسوة:
يخطئ المربي عندما يعتقد أنه بالقسوة والشدة والضرب يربي رجالاً أشداء أو نساءً قويات إذ ينجم عن تربيته هذه:
1- الخوف: فالابن يكون دائم الخوف من والديه، فتنعدم العلاقة بينه وبينهما، ويتأثر سلوكه معهما فيبتعد عنهما.
2- التردد: هذا الابن يفقد الثقة في نفسه، ولا تكون لديه قدرة على اتخاذ القرار.
3- الانطواء وعدم القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين، فيصبح شخصًا وحيدًا.
ثالثًا: الإفراط في الحماية الزائدة:
بطرق مختلفة مثل:
1- منعه من اللعب مع الأطفال الآخرين، وإن لعب لا يجعلونه يسقط أو يتأذى ويظهرون خوفهم الشديد عليه.
2- المحافظة عليه من الدخول في مشاكل، ومحاولة حل كافة المشاكل التي يتعرض لها.
3- الحماية من البكتريا والجراثيم، وذلك بالتعقيم الزائد والإفراط في الاهتمام بالصحة.
النتيجة:
حتمًا ابن ضعيف الشخصية أهم صفاته تكون:
1- الاعتماد على الآخرين.
2- عدم القدرة على تحمل المسئولية.
3- الخوف والتردد.
4- عدم القدرة على التكيف الاجتماعي.
5- عدم القدرة على حل المشاكل.

علمى طفلك أن يكون حنوناً!
أحياناً يشعر الآباء بالقلق عندما يواجهون موضوع تربية أطفالهم، لكن المشاحنات اليومية بخصوص إطعام الطفل، تغيير الحفاضة له، نوبات غضبه، .. الخ، ليست هى فى الواقع الأمور التى تبعث فى نفوس الآباء هذا القلق ولكن ما يهمهم بشكل أكبر هى الأمور الخاصة بكيفية توجيه أطفالهم بحيث يستطيعون اتخاذ القرارات السليمة التى تؤثر على حياتهم، وكيف يساعدونهم على فهم قيمة حياتهم هم وحياة الآخرين أيضاً. بمعنى آخر، كيف ينمى الأبوان فى طفلهما مشاعر الحب والاهتمام تجاه الآخرين وكيف يربون فيه الضمير أيضاً.
يقول د. نبيل أحمد – أخصائى نفسى بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة: "بما أن الطفل يأتى إلى هذه الدنيا وهو يحتاج لتعلم كل شئ، فإن أبويه يمثلان بالنسبة له القدوة الأولى وبالتالى فإن المسئولية تقع على عاتقهما. يمثل الأبوان بالنسبة لطفلهما القدوة فى كيفية التعامل مع الآخرين، لكن قد يقلق الأبوان من أنهما ربما لا يكونان قدوة ممتازة فى كل شئ، لكن كل ما عليهما هو أن يكونا بالنسبة له نموذجاً للمبادئ والقيم التى يؤمنان هما بها." عندما سئل د. نبيل أحمد عن كيفية تنمية مشاعر الطيبة والتعاطف عند الطفل، اقترح د. نبيل الأساليب الآتية:
أظهرى لطفلك كيف يعامل أفراد الأسرة والآخرين برعاية واهتمام وأسلوب مهذب:
من المهم أن يلمس الطفل مشاعر الحب والرعاية بين أبويه حتى لو اختلفا أحياناً. يقول د. نبيل: "قد يرعب الطفل على سبيل المثال أن يرى مشاجرات بين أمه وأبيه. إذا حدث ذلك فى أى وقت يجب أن يشرح الأبوان لطفلهما أنه من الممكن أن يختلف الناس فى الرأى وقد يتجادلون ولكن لا يعنى ذلك أنهم لا يهتمون ببعضهم البعض." يقترح د. نبيل أيضاً أنه إذا ذهب الأبوان لزيارة الجدود أو قريب مريض، يمكن أن يأخذا معهما طفلهما ليرى كيف يهتم أبواه بأفراد أسرتهما.
يجب أن يتعلم الطفل الأدب بقول "لو سمحت" و "شكراً"، والطيبة بأن يشرك الأطفال الآخرين معه فى اللعب بألعابه بدلاً من محاولة إغاظتهم، ومساعدة الآخرين بمساعدة صديق يحتاج إليه أو بمساعدة أحد الجيران فى حمل بعض المشتريات، .. الخ. يجب كذلك أن يعلم الأبوان طفلهما أن يعتذر عندما يخطئ وأن قول "آسف" لا يقلل من شأنه، بل على العكس سيتعلم الطفل أن الاعتراف بالخطأ أفضل، وهو أمر يحدث لكل الناس.
يضيف د. نبيل أحمد أن هذه السلوكيات الطيبة يمكن أيضاً أن تنطبق على معاملته لأشخاص حتى من خارج الأسرة أو الأصدقاء. على سبيل المثال، يمكن أن يعلم الأبوان الطفل أن يكون لطيفاً مع مربيته، أو أن يقول للبواب فى الأعياد "كل سنة وأنت طيب." بعض الأطفال يسيئون معاملة من لديهم إعاقة وهم لا يدركون أن تلك المعاملة ستجرح مشاعرهم، قد يكون السبب أن الطفل لا يفهم كيف أو لماذا ذلك الشخص معاق. يمكن فى هذه الحالة أن يشرح الأبوان للطفل نوع الإعاقة التى يعانى منها ذلك الشخص وكيف يراعى شعوره بشكل أكبر.
نمى فى طفلك الشعور بالانتماء والمسئولية:
يمكن أيضاً أن يشجع الأبوان طفلهما على التبرع ببعض لعبه للأطفال المحتاجين أو للأيتام، أو أن يكون له دور فى رعاية حيوان أليف، أو أن يعطى جزءاً من مصروفه لمن هم فى حاجة إليه. من المهم أن يتعلم الطفل أيضاً أن يعامل الناس الذين يقدمون خدمات بسيطة ولكن هامة للمجتمع بطريقة مهذبة ومتواضعة مثل ساعى البريد، سائق التاكسى، وجامع القمامة.
عندما نشعر الطفل أنه "منتمى" أو أنه "جزء من الكل" ليس فقط جزء من أسرته ولكن جزء من المجتمع، يمنحه ذلك شعوراً بالاستقرار والأمان، وعندما تأتى الفرصة للطفل بعد ذلك لمنح المساعدة وتحمل المسئولية داخل وخارج البيت، وقتها سيجنى مكافأته وهى شعوره بأهميته بالنسبة للآخرين. بمجرد أن يشعر الطفل بالرضا لاهتمامه بشخص وتحمله المسئولية سيصبح أكثر حناناً وتعاطفاً وسينمى ذلك عنده مشاعر الطيبة والاهتمام بالآخرين.
علمى طفلك أن يشعر بالنعم التى يتمتع بها:
يوضح د. أحمد نبيل قائلاً: "أن يشعر الطفل بالامتنان لما يتمتع به هو فى الواقع أمر هام للغاية، فسيعرف الطفل أن لديه من النعم ما قد لا يتمتع به أطفال آخرون." على سبيل المثال، الجوع الذى يشعر به الطفل فى شهر رمضان وهو صائم سيذكره بالجوع الذى قد يشعر به الفقراء حتى فى الأيام العادية، الفرق أنه بعد بضع ساعات سيأكل ولكن الطفل الفقير قد لا يكون لديه نفس الحظ. كما أنه قد يسلى نفسه بقراءة كتاب جديد أو لعبة أثناء صيامه وهو غالباً ما لا يكون متوفراً للطفل الفقير.
علمى طفلك كيف يعبر عن مشاعره السلبية مثل الغضب أو الحزن:
من المهم أن يظهر الأبوان للطفل كيف يعبر ليس فقط عن مشاعره الإيجابية ولكن أيضاً عن مشاعره السلبية. على سبيل المثال، يمكن للأبوين أن يعلما طفلهما كيفية التعبير عن الغضب دون صراخ، أو كيفية التعامل مع مشاعر الحزن بهدوء بدلاً من الإصابة بالإحباط.
أولاً، من المهم أن يعرف الطفل أن المشاعر السلبية أمر طبيعى. على سبيل المثال، عندما يكون طفلك حزيناً، وضحى له أن هذه مشاعر طبيعية وقولى له أنكما تحتاجان للجلوس سوياً لمناقشة أسباب حزنه وكيفية التغلب عليه. هذا السلوك يمثل بالنسبة للطفل مشاعر الاهتمام والرعاية من قبل والديه وهكذا يتم تعليم هذه المشاعر للطفل. عندما يأتى الأب من عمله إلى البيت عصبياً أو متضايقاً ويصرخ فى طفله، يجب أن يعتذر سريعاً لطفله مع الاعتراف بأنه قد أخطأ فى ذلك، ويشرح له السبب وليس العذر وراء تصرفه. يمكنه أن يشرح له أن لديه مشاكل فى عمله جعلته عصبياً. هذا سيعلم الطفل أنه يجب أن يتحكم فى غضبه لكى لا يجرح شخصاً آخر، وإذا حدث وتصرف بعصبية فيجب أن يشرح السبب.
يجب أن يوضح الأبوان للطفل أن الوقاحة مع الآخرين غير مقبولة، ويجب أن يشرحا لطفلهما أنه إذا تصرف طفل معه بوقاحة لا يجب أن يرد عليه بنفس الوقاحة، بل يجب أن يتجاهله وبذلك يشعره بأن سلوكه غير مقبول.
اشرحى مشاعرك وأحاسيسك لطفلك:
يقول د. أحمد: "اشرحى لطفلك عندما تكونين سعيدة، حزينة، مجروحة، أو قلقة." يمكنك أن تقولى له "أنا سعيدة" عندما يشرك الأطفال الآخرين معه فى لعبه، أو "أنا حزينة" عندما يسافر أحد أفراد الأسرة قد سافر، أو "أنا مجروحة" عندما يقول لك كلام يجرح، أو "أنا قلقة" عندما يكون أخوه مريضاً أو أخته مريضة. مع الوقت سيفهم الطفل معنى هذه المشاعر، وكيف تؤثر عليه وعلى من حوله وأنها مشاعر طبيعية تمر بكل الناس.
عاملى طفلك بنفس الاحترام الذى تعاملين به الآخرين:
يقول د. أحمد: "عاملى طفلك بطريقة مهذبة واشرحى له ما تفعلين ولماذا. على سبيل المثال، إذا كسر طفلك الأصغر كوباً، لا تضربيه على يده وتنصرفين بعصبية، بدلاً من ذلك اشرحى له لماذا يعتبر ذلك تصرفاً غير سليم." بهذه الطريقة أنت تهذبينه ولكن بالاحترام الذى يستحقه وهو نفس الاحترام الذى سيعامل به الآخرين فيما بعد
من المهم أيضاً أن تؤكدى على الميزات الحميدة فى طفلك بمدحه وتقليل انتقادك له. يقول د. أحمد: "يسهل على الأبوين عادةً تحديد التصرفات السلبية لطفلهما ولكن يجب فى نفس الوقت الإشارة إلى الجوانب الإيجابية فيه للتأكيد على السلوكيات الحميدة لديه. على سبيل المثال، أن يشرك الطفل أطفال آخرين فى لعبه سلوك حميد، لذلك يجب أن يمدح الطفل على هذا السلوك للتأكيد على هذه الصفة الحميدة فيه."
أغلب الآباء يتمنون أن يصبح أطفالهم طيبين وحنونين. لا تيأسا فبالصبر والرعاية سيصبح طفلكما إنساناً طيباً. تذكرا أن الطفل يتعلم كيف يهتم بالآخرين ويعطف عليهم ليس فقط من مشاهدة سلوكيات غيره ولكن أيضاً من شعوره هو بالحب، والتقييم، والرعاية من قبل الآخرين. عندما ينشأ الطفل فى جو من الحب والرعاية، سيصبح هو فيما بعد إنساناً محباً للآخرين ومهتماً بهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://prof.0wn0.com
 
كيف يكون ابننا عفيف اللسان؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي البروف التعليمي :: اسلامي وترفيهي :: اسلاميات-
انتقل الى: